تقرير إخباري: سوريون يأملون من اللقاء الروسي الأمريكي المرتقب تذليل عقبات عقد مؤتمر "جنيف 2"

دمشق 17 يونيو 2013 (شينخوا) أعرب خبراء سوريون اليوم (الاثنين) عن أملهم في أن يخرج لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي باراك أوباما المرتقب في ايرلندا الشمالية على هامش قمة الثماني الكبار بتذليل العقبات التي برزت أخيرا والتي تعيق عقد مؤتمر (جنيف 2) المرتقب.

وقال صفوان عكاشة عضو هيئة التنسيق الوطنية المعارضة في تصريحات لوكالة (شينخوا) بدمشق " نأمل أن يتم تذليل العقبات الحالية التي برزت أخيرا والتي عرقلت عقد مؤتمر جنيف المزمع عقده في الشهر المقبل "، مشيرا الى ان موضوع التسليح وتدخل حزب الله في القتال داخل الاراضي السورية أخذت بالتقدم نحو عرقلة عقد مؤتمر جنيف.

وأضاف " نأمل أن يكون هناك رأي بين الروس والامريكان لانهما الراعيان الاساسيان لهذا المؤتمر بالاضافة الى الامم المتحدة، مبينا ان الجانب الامريكي يرى ان تدخل حزب الله في سوريا أدى إلى كسر التوازن، في حين يرى الجانب الروسي انه يجب ان لا يتم تسليح المعارضة باسلحة نوعية، مؤكدا أن التسليح لا يفيد طرفي النزاع في سوريا ، والمعارك التي تدور لن تحسم الصراع في سوريا ، وخاصة في حلب ".

وبين عكاشة ان الحل يجب ان يكون عن طريق طاولة المفاوضات في جنيف، معربا عن امله في يخرج اجتماع بوتين و اوباما بنتائج تصب في صالح عقد المؤتمر الدولي.

ومن المتوقع أن يطلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما مساعدة نظيره الروسي فلاديمير بوتين أقوى حليف لسوريا اليوم الإثنين في حمل الرئيس السوري بشار الأسد على الجلوس إلى طاولة المفاوضات وانهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين.

وسيحاول أوباما في أول اجتماع وجها لوجه بين الزعيمين منذ نحو عام إيجاد أرضية مشتركة مع بوتين على هامش قمة مجموعة الثماني في أيرلندا الشمالية بعد أن أغضب الكرملين بالسماح بتقديم دعم عسكري لمعارضي الرئيس السوري بشار الأسد.

من جانبه، أكد ماهر مرهج امين عام حزب الشباب الوطني السوري ان اللقاء بين الجانبين الروسي والامريكي سيدفع باتجاه تذليل العقبات التي تحول دون عقد المؤتمر الدولي، مشيرا الى ان لا يمكن العودة الى الوراء.

وقال مرهج في تصريحات ل(شينخوا) "إنه رغم الخلافات الكبيرة بين القطبين الكبيرين في العالم، أتصور ان يصلوا الى حد ادنى من التوافق حول تفاصيل الازمة السورية ، وبالنهاية لا يوجد عودة الى الوراء"، مشيرا الى ان الاتفاق على الحل السياسي حصل وتم الاختلاف على بعض التفاصيل كموضوع التمثيل وموضوع القرارات التي ستصدر عن المؤتمر ستكون ملزمة من الامم المتحدة ام غير ملزمة.

واشار مرهج ان الجانب الامريكي وصل إلى قناعة باستحالة الانتصار العسكري للمعارضة، موضحا ان الامور تسير لصالح روسيا خاصة بعد ان حقق الجيش السوري انجازات على الارض.

بدوره، أعرب المحلل السياسي السوري معين العماطوري القريب من النظام، عن أمله في أن تخرج القمة المرتقبة بين الرئيسين الروسي والامريكي بنتائج ملموسة تفضي الى تذليل العقبات التي تتعرض انجاز عقد المؤتمر الدولي في جنيف، مشيرا الى ان الاتفاق الاولي موجود بين الطرفين، غير ان التفاصيل الجزئية مازال هناك اختلاف عليها.

واضاف ان الجانبين لديهما تأثير واضح على طرفي النزاع في سوريا، مطالبا الجانب الامريكي بممارسة الضغط على المعارضة السورية في الخارجية لقبولها بالذهاب الى جنيف والجلوس الى طاولة الحوار لحل الازمة السورية سياسيا وليس حلا عسكريا.

وكان الرئيس الروسي جدد أثناء اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في لندن عشية القمة انتقاده لموقف الغرب بنبرة حادة ووصف أعداء الرئيس السورى بشار الأسد بأنهم من أكلة لحوم البشر.

وقال بوتين في مؤتمر صحفي مشترك مع كاميرون "على المرء ألا يدعم أشخاصا لا يقتلوا أعداءهم فحسب بل يشقون أجسادهم ويأكلون أحشاءهم أمام الناس والكاميرات."

وأضاف "هل هؤلاء هم الذين تريدون دعمهم؟ هل هؤلاء هم من تريدون تزويدهم بالسلاح؟"، وأقر كاميرون بأن مواقف لندن وموسكو مازالت متباينة بدرجة كبيرة.

ولا تقتنع روسيا بتأكيدات الغرب بأن قوات الأسد استخدمت أسلحة كيماوية وتجاوزت الخط الأحمر بقيامها بذلك قائلة إن الدعم العسكري الأمريكي للمعارضة السورية لن يؤدي إلا إلى تصعيد العنف.

وقالت واشنطن يوم السبت الماضي إنها ستبقي طائرات (اف 16) المقاتلة وصواريخ باتريوت في الأردن بناء على طلب من عمان ما أثار غضب موسكو من احتمال استخدامها لفرض منطقة حظر طيران في سوريا.

وستجمع القمة المنعقدة في منتجع لوخ إيرن في ايرلندا الشمالية كاميرون وزعماء الولايات المتحدة واليابان وكندا وروسيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وهي الدول التي تمثل ما يزيد على نصف حجم الاقتصاد العالمي البالغ 71.7 تريليون دولار.

وستهيمن المناقشات بشأن سوريا على المحادثات المقررة يومي الإثنين والثلاثاء لكن القلق المستمر بشأن الاقتصاد العالمي سيكون محور نقاش كذلك.