الرئيس الأسد يعرب عن امله في ان ينجح مؤتمر جنيف2 لدفع الحوار في سوريا

دمشق 17 يونيو2013 (شينخوا ) حذرالرئيس السوري بشار الاسد يوم الاثنين من أن اوروبا ستدفع ثمن تزويدها للارهابيين في المنطقة بالسلاح ، معربا في الوقت ذاته عن امله في ان ينجح مؤتمر جنيف 2 لدفع الحوار في سوريا .

وقال الرئيس السوري في مقابلة مع صحيفة (( فرانكفورتر الغيماينه تسايتونغ )) الألمانية نشرته وكالة الانباء السورية (سانا) ، ردا على سؤال حول قرار الاتحاد الاوروبي تزويد المعارضة بالسلاح انه" من الواضح أن هناك انقساما في الاتحاد الأوروبي حول هذا الموضوع من عدة جوانب لا أستطيع أن " أقول ان الأوروبيين مع الدولة السورية ولكن هناك دول لديها موقف عدواني تجاه الدولة السورية ، وخاصة فرنسا وبريطانيا ".

واضاف الاسد "هم الآن يعرفون ان وصول السلاح إلى هذه المنطقة يعني وصوله إلى الإرهابيين، وهذا سيكون له نتيجتين الأولى هي أن الحديقة الخلفية لأوروبا ستكون حديقة إرهاب، وأوروبا ستدفع الثمن ، فعندما يكون هناك إرهاب يعني أن هناك فوضى ، والفوضى تعني فقرا، والفقر يعني أن تفقد أوروبا سوقا مهما لها".

وتابع الرئيس السوري قائلا إن " النتيجة الثانية هي تصدير الإرهاب لكم مباشرة لأن الإرهاب عندما يسيطر هنا فإنه لن يتوقف هنا بل سينشر رسالته الإرهابية باتجاه أوروبا إما من خلال الهجرة غير الشرعية للإرهابيين أو من خلال عودة الإرهابيين الأوروبيين إلى بلدانهم الأصلية،وسيعودون مدربين ومشربين بالأيديولوجيا المتطرفة أضعاف المرات" .

وكان الاتحاد الأوروبي رفع الشهر الماضي الحظر عن الأسلحة المرسلة إلى المعارضة السورية بشكل غير ملزم، وطلب من أعضائه عدم تزويد الأسلحة في الوقت الحالي لمتابعة مستجدات الحل السياسي في سوريا ممثلة في "جنيف2"، فيما أشارت دول غربية إلى أن مناقشات تجري في بلادهم حول تسليح مقاتلي المعارضة "المعتدلة"، لتكون قوة رادعة للسلطات، وتخلق توازن يدفع الطرفين إلى طاولة الحوار للوصول إلى نقل السلطة بشكل سياسي.

وحول المتوقع من مؤتمر جنيف 2 المزمع عقده الشهر القادم قال الرئيس الاسد " نحن نأمل أن يكون مؤتمر جنيف 2محطة مهمة لتدفع الحوار في سوريا ، وخاصة اننا أعلنا في بداية العام عن رؤية للحل السياسي يستند إلى جنيف1 لكن وبنفس الوقت الذي نذهب فيه إلى هذا المؤتمر بهذا التصور ، يجب أن نعرف الوقائع.

وأضاف الرئيس الاسد إن " أول هذه الوقائع أن هناك دولا ليس لها مصلحة في نجاح جنيف2 ، نفس هذه الدول التي ذكرتها هي التي تدعم الإرهابيين في سوريا ".

وتساءل الرئيس الاسد عن العلاقة بين مؤتمر جنيف 2 والإرهاب على الأرض ، مؤكدا ان هناك علاقة واحدة إذا تمكن مؤتمر جنيف وهذا ما نأمله من منع تهريب السلاح وتهريب الإرهابيين إلى سوريا، وهناك إرهابيون من 29 جنسية تم إحصاؤهم حتى الآن ، عندها ستكون بداية النجاح وسيبدأ تراجع الأزمة، لافتا إلى انه إذا لم يحصل هذا الشيء واستمر الإرهاب فما قيمة أي حل سياسي ، مؤكدا ان " الحل السياسي يستند إلى إيقاف تهريب الإرهابيين والسلاح " .

وفيما يتعلق بالسلاح الكيميائي والادلة التي تمتلكها بعض الدول الغربية حول استخدام سوريا لذلك السلاح ..قال الرئيس الاسد إن " أمريكا وفرنسا وبريطانيا ، وبعض المسؤولين الأوروبيين ، قالوا إننا استخدمنا هذه الأسلحة في عدد من المناطق السورية، بغض النظر عن وجود أو عدم وجود هذه الأسلحة ، فنحن لم نعلن بأننا نمتلكها أو لا نمتلكها، ولكن هل تعتقد بأنهم لو كانوا يملكون دليلا واحدا فقط على أننا استخدمنا سلاحا كيماويا أما كانوا أعلنوا عنه على الملأ وأمام الدنيا كلها، ثم أين الأدلة والإثباتات التي أدت إلى هذه النتيجة ،بأن سوريا استعملت سلاحا كيماويا ، مؤكدا ان " هذا الكلام بات مضحكا فعلا ".

واضاف الرئيس السوري نحن لم نرفض مجيء اللجنة ، نحن دولة لدينا جيش ، لدينا أسرار ، ولن نسمح لأحد بأن يطلع عليها ، لا الأمم المتحدة ولا فرنسا ولا بريطانيا ولا غيرها،فلذلك لن نسمح لهم أن يحققوا إلا في حادثة حلب.

ومضى الرئيس الاسد يقول " إن كل ما يقال حول استخدامنا للسلاح الكيماوي هو جزء من استمرار الأكاذيب الأمريكية والغربية حول الوضع في سوريا وما هو إلا محاولة لإقناع الرأي العام لديهم إما بصوابية سياستهم أو لتبرير المزيد من التدخل العسكري وسفك الدماء في سوريا".

ودخلت الأزمة السورية عامها الثالث منتصف مارس الماضي، وسط احتدام المواجهات والعمليات العسكرية بين الجيش ومسلحين معارضين، في وقت قدرت تقارير أممية أن عدد الضحايا منذ بداية الأزمة تجاوز الـ 90 ألفا، بينهم نحو 20 ألفا سقطوا في العام الحالي، في حين اضطر حوالي 1، 6 مليون شخص للنزوح خارج البلاد هربا من العنف الدائر في مناطقهم، في ظل غياب أية حلول سياسية في الوقت الحالي، وتحذيرات من امتداد الأزمة إلى دول الجوار ما يهدد أمن المنطقة.