حملة تطعيم الأطفال اللاجئين: سباق مع الزمن

في ظل ظهور حالات شلل الأطفال لدى الأطفال اللاجئين من سورية، وتلبية لنداء منظمة الصحة العالمية، أطلق لبنان العام الماضي حملةَ تطعيم للأطفال ضد شللِ الأطفال والحصبة ولقاحات أخرى. لكن رغم مرور ستة أشهر منذ ذلك الوقت حتى الآن، إلا أن سير عملية الحملة ما زال صعبا مع استمرار تدفق اللاجئين من سوريا.

حملة تطعيم الأطفال اللاجئين: سباق مع الزمن

في مركز صحي في مخيم بنته اليونسيف في شمال لبنان، اصطف الأطفال في انتظار التطعيم. قال الطبيب إنهم أطفال لاجؤون، وإنهم سيخضعون لتطعيمات مختلفة وفقا لأعمارهم. فالأطفال من سن الرضع إلى سن الخامسة يحتاجون إلى تطعيم ضد شلل الأطفال، أما بقية الأطفال إلى حدود سن الثامنة عشر فسيأخذون تطعيما ضد الحصبة وفيتامين -A ولقاحات أخرى. وقال الموظفون إن العديد من التطاعيم تتم على مراحل متعددة، لكن جهل الآباء والأمهات بذلك يجعلهم يهملون العودة من جديد بأبنائهم إلى مراكز التطعيم وهو ما يؤدي إلى حرمان الأطفال من أخذ التطاعيم كاملة.

( كلام ماريا عاصي، منسقة في اليونيسيف، بالعربية )

أدى عدم وجود مخيمات للاجئين السوريين بشكل رسمي في لبنان إلى زيادة صعوبة حملة التطعيم، واضطرت اليونيسيف إلى الاستعانة بالخيام المتنقلة. وفي كل مرة عند وصولها إلى إحدى القرى ترابط هناك لعدة أيام للتأكد من حصول جميع الأطفال اللاجئين على التطعيم اللازم. ويتكون فريق التطعيم من أربعة موظفين يعملون يوميا من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة العاشرة ليلا، حيث يوفرون التطعيم لحوالي 300 طفل. 

( كلام زهار هندي، طبيب، بالعربية )

منذ بداية الأزمة في سوريا، استقبل لبنان نحو 1.2 مليون لاجئ، حوالي نصفهم من الأطفال دون سن الثامنة عشرة. من بينهم أكثر من ستمائة ألف بحاجة إلى تطعيم الأطفال. وقال مدير قسم مكافحة الأمراض بوزارة الصحة اللبنانية إنه رغم عدم تسجيل أي حالات إصابة بشلل الأطفال في لبنان، إلا أنه هناك أكثر من ألفي حالة إصابة بالحصبة. وبالتالي فقد أصبح إتمام عملية تطعيم جميع الأطفال اللاجئين لمنع انتشار أمراض الأطفال كسباق مع الزمن.