مصفاة النفط في ينبع نموذج للتعاون بين الصين والسعودية

المملكة العربية السعودية دولة غنية بموارد النفط والغاز، وفي السنوات الأخيرة، قامت الشركات الصينية بتعميق التعاون مع السعودية في مجال التنقيب عن النفط وتكريره حيث أصبحت مصفاة ينبع التي تقع في غرب السعودية نموذجا للتعاون بين الصين والسعودية.

مصفاة ينبع هي مصفاة للنفط تقع على ساحل البحر الحمر في مدينة ينبع، تتحمل مسؤولية بنائها شركة أرامكو السعودية بالتعاون مع شركة سينوبك الصينية، حيث بلغ إجمالي الاستثمارات ما يقرب من 9 مليارات و200 مليون دولار أمريكي، مما يجعل مشروع مصفاة ينبع أكبر مشروع استثماري صيني في السعودية، وحتى في منطقة الخليج والشرق الأوسط. هذا ولعب التعاون الوثيق بين خبراء الجانبين دورا مهما في بناء هذا المشروع.

محمد شرم، مسؤول سعودي لمشروع مصفاة ينبع:" شارك أكثر من 60 خبيرا صينيا في هذا المشروع، حيث ساهموا كثيرا في بناء المصفاة، لضمان حسن سير التعاون الثنائي. وقد استخدم هذا المشروع أكثر من 1300 كيلوميتر من الأنابيب، وأكثر من 12 ألف كيلومتر من الأسلاك. وهذا الطول يعادل تقريبا المسافة التي تربط ينبع ببكين."

تظهر البيانات الرسمية الصادرة عن مصفاة ينبع أنه مقارنة بمشاريع المصافي الأخرى على الأراضي السعودية، فإن مشروع ينبع يتمتع جدوله الزمني وجودته وسلامته بمستوى عال من التقدم حيث حقق المشروع خفض الإنفاق الاستثماري الإجمالي المقدر بـ 550 مليون دولار أمريكي. بالإضافة إلى ذلك، حصل مشروع مصفاة ينبع على جائزة وكالة بلاتس لمعلومات الطاقة كأحسن مشروع بناء في عام 2015 وحصل أيضا على تقييم عال داخل السعودية.

تشو شين تشيان، مسؤول صيني لمشروع مصفاة ينبع:" منذ ما يقرب من أربع سنوات، تم تدريب ما يقرب من 800 من التقنيين المحليين في السعودية ما ساهم بشكل كبير في تحسين مهارات الموظفين المحليين."

محمد شرم، مسؤول سعودي لمشروع مصفاة ينبع:" المشروع لا يدل على التزامنا تجاه المساهمين فحسب وإنما أيضا إلتزامنا تجاه العملاء وحماية البيئة ومجتمعنا من خلال تقديم منتجات ذات جودة عالية."

بعد عامين من الإنجاز ونحو عام من النشاط التجاري، تم تشغيل كل المعدات التكنولوجية الرئيسية بكامل طاقتها. وحتى 31 ديسمبر عام 2015، قامت مصفاة ينبع بمعالجة ما مجموعه 12 مليونا و570 ألف طن من النفط الخام الذي تم تصديره إلى الأسواق العالمية. ووفقا لتوقعات شركة أرامكو السعودية وشركة سينوبك الصينية أن المصفاة ستضاعف من طاقة التكرير، وعلى هذا الأساس سيواصل الجانبان التعاون في هذا المجال.

لي شي هونغ، ممثل شركة سينوبك الصينية لدى السعودية:" يمكن للجانبين أن يتعلما من بعضها البعض سواء كان في مجال الإدارة أو الأفكار المتقدمة للشركة، كما يظهر هذا التعاون الاندماج الثقافي بين الجانبين. مشروع مصفاة ينبع هو حجر الزاوية ومنصة مشتركة للتعاون بين الجانبين ونحن على ثقة بأن المستقبل سيكون زاهرا في مختلف المجالات وسنقدم إسهامات جديدة وفقا لاستراتيجية الطريق والحزام."